خزعبلات وتخاريف يهودية ح 5

خزعبلات وتخاريف يهودية ح 5

  • خزعبلات وتخاريف يهودية ح 5

اخرى قبل 4 سنة

خزعبلات وتخاريف يهودية ح 5

عبدا لحميد الهمشري

حصر معاداة السامية باليهود

من خزعبلات الحركة الصهيونية اعتمادها مصطلحاً خصصته لليهود وأطلقت عليه معاداة السامية أي معاداة اليهود، مع أن أصل التسمية تخص العرق السامي وعلى رأسهم العرب الذين يتعرضون للاضطهاد والعبث من الدول الأوروبية التي تولي الطاعة والولاء لكل ما هو صهيوني، بدليل مع اعتمدته ضدهم منذ القرن التاسع عشر ولغاية الأن، حيث لم تترك بلداً عربياً في حاله بل استخدمت ضده كل وسائل التدمير فشردت الشعب العربي الفلسطيني باحتضانها لدولة اليهود، وعبثت في الدولة العراقية وسوريا وليبيا واليمن ودول أخرى على الطريق خدمة لدولة اليهود ومصالحها.. فالأوروبيون والأمريكان اعتمدوا مصطلح معاداة السامية الذي يعد شكلاً من أشكال العنصرية خاصاً بمعاداة اليهود واضطهادهم في مختلف المجتمعات الأوروبية في العصر الوسيط وحتى اجتثاث الحزب النازي الألماني، وهو قائم على كراهية اليهود كأشخاص يدينون باليهودية أو يعودون إلى أصول يهودية، لا التعصب الديني القائم ضدهم كما كان سائداً في حقبة العصر الوسيط، رغم أن هذا المصطلح لا يخص اليهود وحدهم بل العرب كذلك ورغم أنه لا ينطبق على الأوروبيين منهم، كونهم ذابوا في المجتمعات الأوروبية بالتصاهر وباعتناق عدد كبير من غير اليهود لليهودية كيهود الخزر الذين لا يمتون للجنس السامي بصلة.

هذا المصطلح وفق المعطيات جرى تداوله لأول مرة من قبل الباحث الألماني فيلهم مار لوصف موجة العداء لليهود في أوروبا في أواسط القرن التاسع عشر، وهو يتراوح ما بين الكراهية أو التمييز ضد يهودٍ تعرضوا لمذابح وهجمات منظّمة، كمجازر راينلاند التي سبقت الحملة الصليبية الأولى عام 1096، ومرسوم الطرد من إنجلترا عام 1290

والتي منحتهم الوعد المشؤوم عام 1917، ومذابح اليهود الإسبان عام 1391، وملاحقات محاكم التفتيش الإسبانية، وطردهم من إسبانيا عام 1492، ومذابح لاحقتهم في روسيا بين عامي 1821 و 1906، والمحرقة التي نفذتها المانيا النازيّة خلال الحرب العالمية الثانية والتي طالت رعايا الدول التي اجتاحتها قواتها ومن ضمنهم كان اليهود،حيث أحسنت الحركة الصهيونية استغلال هذا المصطلح لأجل تبني مشروعها في فلسطين، الدولة اليهودية، وإشهاره إلى حيز التنفيذ حيث تحقق لها في نهاية المطاف ذلك بتبني بريطانيا هذا المشروع وإصدار وعد بلفور الذي أعطى وطناً لهؤلاء اليهود المضطهدين وألحق ضرراً جسيماً بالشعب العربي الفلسطيني الذي ما زال يدفع الثمن عن جرائم أوروبا ضد اليهود، فحشدت جل جهودها لتحويل الأنظار ضد العرب على اعتبار أنهم أي اليهود مظلومون ويتعرضون للاضطهاد العربي.. مع أن العرب وباعترافات المؤرخين اليهود كانوا دائما ملاذاً لهم يفرون إليه من الاضطهاد الأوروبي.

بطبيعة الحال «ثيودور هرتزل» - الأب الروحي للصهيونية العالمية - اعتبر المشكلة اليهودية قومية سياسية دولية تعالج من خلال أمم العالم الأوروبي المتحضر، لفشل اليهود في الاندماج بالشعوب الأخرى، لأنهم رغم تشتتهم ظلوا محافظين على هويتهم وتراثهم وديانتهم ولا يمكنهم التضحية بالحياة لأجل دول الشتات أو الإسهام في شهرتها أو إثرائها طالما يعاملون بأسلوب اضطهادي كالأجانب، ولخص الانتهاء من قضية معاداة السامية التي هي مشكلة العالم الغربي كما اليهود بدولة يهودية تجمعهم يجدون فيها الملاذ الآمن يكون وجودها في صالح المجتمعات الأوروبية وإن لم يهاجر إليها كل اليهود وعلى حساب العرب أعداء العالم الأوروبي واليهود.

 

التعليقات على خبر: خزعبلات وتخاريف يهودية ح 5

حمل التطبيق الأن